حَمَاةُ العِزِّ

حَمَاةُ العِزِّ


أَبِــيـَّــةٌ أنتِ ،والأحـــرارُ أهـلــوكِ = وبـهـجـةُ الــرُّوح ،والأنــفــاسُ تفــديـكِ
كريـمــةُ الأصـلِ والأحسابِ فـاتـنـةٌ = وحُـــرَّةٌ ،وحَـنَـــايــا العِـــــزِّ تــرويـــكِ
ومُـهجــةُ الـقلبِ ،والأحداقُ تـرقُـبُهـا= ومُنْيَةُ الـنـَّـفسِ ،والأشواقُ تحـدوكِ
وللـجمــالِ مـقـــــامٌ في مـرابِــعِـهــــا = مَـــعَ الـنَّـــواعيــر والـعـاصي يُنــاجـيـكِ
بنتُ الشَّــــآمِ ،وأهلُ المكرُمات بها = وأُختُ جِـلَّــقَ ،والأرحـامُ تُـغـليــكِ
***
أمَّ الــــفـِـداء عـريــنٌ والإبـــــاءُ بِها = نبـضُ الشَّرايـيـنِ ، والأمجــاد تحكيكِ
مديـنــةُ الحــقِّ، والـعــاصي له كَــلـِـمٌ = مع الـطـُّغـــــاةِ بحسٍ للــحمى فيـكِ
فــهـاهنــا تُنْصِتُ الأيَّــــــَّامُ مكـبِـرةً = وهاهُنــا تشكُــرُ الأزمــانُ أيــديـكِ
عِـــزُّ الجَـنـَابِ حمــــــاةٌ أيُّ ملـحمـة ٍ=تعطَّرت بطيوب المِسك من فِيـكِ؟!
وقـلـعــــةٌ يرفـعُ التــــاريخُ هامَـتَـهــَا = فوق السَّحابِ فذي الدُّنيا تُحيِّيك
***

أبــو الــفِـــداء زئـيـراً في مـديـنـتهِ = طــالَ الإِسَـــــارُ فَفُكِّي مابـأيـديــكِ
قومي إلى صَهَوات المجــدِ طامحـةً = إلى المعــالي فقد أَدْمـــوْا نواصيكِ
وحطِّمي القيدَ والأغلالَ وانتفضي =وزلـزلي البـاطلَ البـاغي بـواديـكِ
بـثــورةٍ أَنْفُسُ الأحـــرارِ مُـهـْجَـتُها = وهِـمَّــةٍ تُبلِـغُ الجـــوزاءَ سـاعيـكِ
وبـارقٍ يُـبـْهِجُ الآفــاقَ طـلـعتُـهُ = وفي يـمـيـنِ الـعــُـلا يجـــلو مَرَاميــكِ
***
أيا حمـاةُ وأنتِ الــعِــزُّ فارتقبي =شمسَ الكــــرامة تــبـــدو في روابـيــكِ
جبينـُكِ الحُــــرُّ بالآمــــالِ مُـنْـعَـقِدٌ =ونبضُــكِ الــثَّــرُّ لـلآفـــاق يُـعْـلـيــكِ
بِقَلْبِ سـاحِكِ آلافٌ مــؤلَّــفـةٌ = من الحُشـُودِ التي ثـارتْ كعــاصيـكِ
نــورٌ ونــــارٌ لــنَيْـلِ الحقِّ غضبتُها = أرضُ البُطُــولةِ ،والفرسانُ أهلوكِ
ومن كــبـوة الأيـَّـــام قامت كمــارِدٍ = لـلـحقِّ يقذفُ كالبركانِ يجلوكِ
***


أيا حمـــــــاةُ وذي الأيـــَّام دائــرةٌ = والفجــر لاح بصبـحٍ سوف يأسوكِ
وتُـبـهـِجُ الحُـــرَّ والأوطانَ ملحمةٌ = قصفُ الرُّعـود تجلَّـى في أراضيكِ
وهَيَّجتْ تلكُمُ الأحداثُ ذاكــــرةً = حيث المجازرُ والقتــلى بماضـيكِ
لابُدَّ تقضي بما قَدْ كانَ محكمـــةٌ = حُكْمُ العَــــدَالـَةِ ذا لابَــدَّ آتيـــــكِ
وتنطوي صفحةُ الطُّغيـــان من بلدي =بقوسِ نصرٍ تجلَّى في نواحيكِ
أيــا حمـــــــاةُ دمُ الأحــرارِ تجليـــةٌ = ومهــرُ حُرِّيــَّـةِ الأوطـــانِ قانيـــكِ
د.محمد إياد العكاري
18/7/1432هـ
20/6/2011م