رسالة من حماة الصامدة إلى سوريا الأبية ... كلنا فداكي يا أحلى البلاد ... أرواحنا و دماؤنا رخيصة في سبيل حريتك و كرامتك ... نعاهدك أيها الشعب المناضل العظيم أننا لن ننسى دماء شهدائنا و لن نغفر لقاتلنا و لن نبخل بأي شيء في سبيل غايتنا.
كانت تجربة حماة مميزة في إقامة الحو...اجز و كانت ناجحة تماما لدرجة أنها شلت قوى الأمن الغادرة و كانت حاجزاً منيعاً تصدت لغزو قوات الأمن و دحرهم كــ(الكلاب) خارج مدينتنا الطاهرة و حتى الآن لم يتمكن عنصر أمن واحد من دخول المدينة بعد إقامة الحواجز و كل ذلك كان أولا بفضل الله تعالى و بجهود الشباب الجبارة و بتكاتف أيادي أهل حماة جميعاً.
من هنا أحببت أن أنقل تجربة الحواجز في حماة و التقنيات و الوسائل و الأدوات التي ساعدت في إعطاء هذه الحواجز فعالية عظيمة و دور كبير لدرجة أن الدولة دخلت في حوار في أهل المدينة لإزالة الحواجز و لكن هيهات من أن نصدق الكذاب ...
أولا: المستلزمات الضرورية:
استخدمنا في إقامة الحواجز مجموعة كبيرة من المعدات مثل : بلوكات البناء – الحجارة الكبيرة – سيارات أحرقها عناصر الأمن يوم المسيرة المؤيدة – قطع حديدية كبيرة – غسالات قديمة – حاويات القمامة ( و هي مهمة ومتوفرة و تساعد بقوة ) - إطارات السيارات ( و هذه مهمة كحاجز و في حال حاول الأمن الأقتراب يمكن إشعالها لتشتيت قوات الغدر ) .......
ثانياً: تكنيكات في بناء الحواجز:
إنشاء عدد كبير جدا من الحواجز يقدر بالمئات في حماة و خاصة عند المداخل حيث يوجد حاجز عند كل ما يقارب من 100 متر و عدم الإكتفاء بحاجز أو اثنين لأنه عند دهم الأمن للمنطقة فالحاجز الأول و الثاني سيزولان بسرعة و ستكون المقاومة الشرسة بعد ذلك لأن قوات (الغدر) تكون قد دخلت للأحياء التي نعرفها تماما و يجهلونها تماما.
في بناء الحاجز هناك مجموعة من الطرق و كل منها له ميزاته :
حاجز الزيك زاك: و الميزة فيه أنه لا يقطع الطريق أبدا لكن من يريد المرور عليه أن يسير بسرعة بطيئة و بذلك يتسنى للناس الموجودين عند الحاجز التأكد من هويته و في حال كان من الأمن سيكون التعامل مع سيارة تمشي بطيئة سهل جدا و طبعا يمكن زيادة أو إنقاص عدد حواجز الزيك زاك حسب الحاجة.
حاجز السبيل الوحيد: و هو مشابه للزيك زاك لكن بصورة مختلفة قليلا
الحاجز الوحيد : و هو من حواجز الخطوط الخلفية و ليس الأمامية و فيه ممر لمرور دراجة نارية فقط مفتوح بشكل دائم و ممر السيارات يفتح و يغلق بوسائل متعددة سواء و هو حاجز ضمان ليس أكثر.
من الوسائل التي ابتكروها الشباب لفتح و إغلاق الحواجز
ثالثاً: أمور هامة لدعم فعالية الحواجز:
تواجد الناس عند الحواجز و بأعداد كبيرة و خاصة عند مداخل المدينة بحيث لا يقل عدد الأشخاص في أي وقت من اليوم ليلا أو نهار عن 200 شخص و قد يزداد العدد حسب وقت النهار و حسب الحالة الأمنية العامة و حالة التأهب في المدينة.
الرجال و الشباب المقيمين داخل المدينة بعيد عن الحواجز يبقوا في الشوارع على شكل تجمعات ... كل حارة تزبط مكان منيح للجلوس عند مدخل الحارة بحيث لو أجت الإشارة بوجود العدو الناس تكون خلال دقائق وصلت لمكان الأمن للدفاع عن المدينة
الربط الهاتفي بين كل الأشخاص الموجودين على الحواجز لنقل الأخبار بسرعة.
وضع عيون على الطريق الرئيسي المؤدي للمدينة بحيث أي تحرك أمني نحو المدينة تصل أخباره قبل فترة و لو نصف ساعة حتى يتأهب الناس.
استعمال " التكبير ... الله أكبر " لإعلام المدينة أن هناك محاولة اقتحام من قوات الأسد الغادرة بحيث مثلا وصلت قوات امنية ( باصات – سيارات - .... ) إلى مسافة من مدخل المدينة يكبر الأشخاص الموجودين عند أول حاجز فيسمعهم من في الحاجز الثاني و يكبرون فيسمعهم أهل الحاجز الثالث و يكبرون و هكذا كل من يسمع التكبير ... يكبر هو ليسمع باقي المدينة و بذلك استطاعت حماة أن تنقل أخبار محاولات الاقتحام خلال أقل من دقيقة من أول المدينة إلى آخرها و بذلك يتوجه الناس نحو الحواجز.
وجود قائد لكل حاجز تكون له الكلمة الأولى و الأخيرة في هذا الحاجز و بذلك نضمن أن تبقى الأمور مستقرة بعيدا عن الأهواء الشخصية.
نقطة دعم هامة جدا: قطع الكهرباء بشكل شبه تام في منطقة الحواجز ( كهرباء إنارة الشوارع ) من قبل كهربائي في المدينة و كلنا يعلم أن التغذية الكهربائية لكل عمود كهرباء موجودة في علبة كهرباء عند قاعدة عمود الكهرباء و بذلك من السهر التحكم بتشغيل أو إطفائها ... و هذا الأمر يشل بشكل شبه تام محاولات الاقتحام الليلية لأن الناس يكونون مختبئين خلف الحواجز أو بين الأبنية بينما سيارات الأمن فلن ترى الحواجز بشكل كافي و يصطدموا بالحواجز و تخف سرعتهم و بذلك يتمكن أهل المدينة من التعامل معهم.
وجود الدراجات النارية مهم جدا لنقل الأخبار السريعة ... في حماة أسمينا الدراجة النارية " خبر عاجل J "
و كل إنسان أو مجموعة ابتكروا مجموعة من الطرق الــــــ.........ـــــجميلة للتعامل مع قوات الغدر الكاذبة الأسدية و هذا دعم قوة الحواجز كثيرا و هذا الأمر مفتوح لكل مواطن شريف J .
لا بد من إضفاء الروح الوطنية في الحواجز من خلال بعض اللوحات الجميلة و العبارات و أعلام سوريا الحبيبة و جميل أن يحوي هذه الحواجز طرافة و خفة دم أهل سوريا.
ملاحظات :
ينبغي إبقاء الطرق حول المستشفيات شبه مفتوحة مع تواجد الحواجز التي يمكن إغلاقها بسرعة, أولا لتأمين سهولة حركة السيارات التي تنقل الجرحى و ثانيا لصد الأمن في حال حاول اقتحام منطقة المشفى.
تحديد أرقام لوائح السيارات و فوانيس سيارات الأجرة التي تتعامل مع الأمن و تعميمها على الحواجز.
إنشاء ما يشبه جهاز استخبارات لجمع المعلومات من كل المدينة و محاولة معرفة نوايا قوات الأمن إذا توفر أشخاص شرفاء أو باعوا أنفسهم داخل الأمن بحيث تكونوا على علم مسبق بأي محاولة .....
عدم نسيان المظاهرات المطالبة بإسقاظ النظام رغم كل الحواجز للتأكيد على أننا لم نقم الحواجز إلا لنحمي أنفسنا من غدر قوات الأسد و أن غايتنا الأولى و الأخيرة هي إسقاط النظام بعون الله و هذا ما شاهده الجميع في مدينة حماة في جمعة " لا للحوار " فبرغم أن كثير من أهالي حماة لم يتركوا الحواجز إلا أن الناس أبت إلا أن تكون حماة ليس " شوكة " و إنما " سيف ذو حدين " في فم النظام الساقط بعون الله.
روحانيات الثورة:
ما منا من أحد إلا و عند كامل اليقين أن النصر إنما هو من عند الله يؤتيه من يشاء و لكننا نعلم أن لكل عروس مهرها و مهر الحرية الصبر و المصابرة و الشهادة ... و لا يجبنن أحد إذا سمع بالموت في سبيل الله فقتلانا إن شاء الله في الجنة و قتلاهم في النار و الله مولانا و لا مولى لهم و نحن نتوكل على الله و هو ناصرنا و هم يتوكلون على سلاحهم و جنودهم و زبانيتهم و إننا على يقين بنصر الله فاصبروا إخواني فإننا في حماة إن شاء الله صابرون حتى النصر
علينا أن لا ننسى العودة إلى الله والدعاء و التضرع و الصلاة ( كلٌ يصلي على طريقته لله ) و أن نسأله النصر و التمكين.
تدعيم الروح المعنوية لدى كل الشباب بالأخبار الطيبة و الابتعاد عن الاشاعات و الأخبار السيئة فنحن قوم البشرى ...
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أهالي حماة الصامدون